هذه سيارة "مرسديس بنز" الجزائرية

ليست هناك تعليقات


شدد المدير العام لمؤسسة تطوير صناعة السيارات ورئيس مجلس إدارة الشركة الجزائرية لصناعة العربات علامة مرسيدس "بنز" العقيد إسماعيل كريكرو، في حوار مقتضب مع "الشروق"، أن وزارة الدفاع الوطني من خلال مصنع سيارات مرسيدس "بنز"، ومصانعها الأخرى تسعى إلى تخفيض نسبة الواردات من خلال تغطية 80 في المائة من احتياجات السوق الوطنية للسيارات النفعية، مع زيادة وتيرة الإنتاج في أفق 2020، وأكد أن تسويق المنتوج سيشمل الخواص والمواطنين في غضون سنة 2015- 2016، قبل أن تتوسع دائرته ليتم تصديره إلى الخارج، ما سيسمح بخلق الآلاف من مناصب عمل لفائدة البطالين.
ماهي الأهداف المسطرة من طرف وزارة الدفاع الوطني من خلال إحياء مشروع مصنع السيارات بتيارت؟ 
بطبيعة الحال فإن وزارة الدفاع الوطني تسعى من خلال هذا المشروع إلى تخفيض نسبة الواردات من خلال تغطية 80 في المائة من احتياجات السوق الوطنية للسيارات النفعية ورباعية الدفع، المقدرة بـ 8 آلاف عربة سنويا مع زيادة وتيرة الإنتاج في أفق 2020، فضلا عن الاستفادة من الخبرة ومعايير الجودة والنوعية في مجال الصناعات الميكانيكية، وكذا إنعاش الاقتصاد الوطني من خلال خلق مناصب شغل وقاعدة صناعية متينة وفتح المجال أمام المؤسسات الوطنية لإنتاج قطع الغيار المطابقة للمعايير العالمية في إطار برنامج الإدماج الوطني. 
بلغة الأرقام ماهو حجم إنتاج سيارات مرسيدس بنز بكل أنواعها سنويا وهل سيتم رفعه مستقبلا ..؟ 
يتم حاليا تصنيع 2000 سيارة خفيفة رباعية الدفع من نوع "كلا س جي" إضافة إلى 6000 سيارة نفعية من نوع سبرينتر، ستوجه لتلبية حاجيات العسكرية وشبه عسكرية والمواطنين ككل، ليصل عدد السيارات المصنعة محليا 8 آلاف سيارة سنويا، في انتظار رفع الحصة وفق متطلبات السوق وغيرها من المعطيات المرتبطة بعملية الإنتاج   
ماهي الخطوط العريضة لاستراتيجية الجيش الوطني الشعبي في إطار مساهمته في دفع عجلة الإنعاش الاقتصادي الوطني..؟ 
بالفعل يطمح الجيش الوطني الشعبي إلى تقديم مساهمته في مسار الإنعاش الاقتصادي ودفع عجلة التنمية إلى الأمام وهذا من خلال إرساء قاعدة صناعية صلبة ومتينة، لذلك نسعى طبقا لتوجيهات القيادة العليا لإنشاء أرضيات وقواعد تكنولوجية على مستوى المواقع الصناعية، حيث تتميز هذه القواعد بميزاتها الخاصة، من أهمها أنها ستكون مصدرا للإنتاج المزدوج الذي يحاول التوفيق بين متطلبات الدفاع من جهة، واحتياجات السوق الوطنية من جهة أخرى. 
إلى جانب ذلك، من شأن هذه القواعد كذلك جلب التكنولوجيات الجديدة الحقيقية التي أثبتت نجاعتها وفعاليتها في العالم، ومنح فرص كبيرة في مجال تكوين الموارد البشرية وخلق مناصب شغل جديدة خاصة لفائدة الشباب، كما أنها تقدم للسوق الوطنية، سيما لفائدة الجيش الوطني الشعبي، منتجات مطابقة للمعايير والنوعية الدولية على شاكلة "علامة مرسيدس بنز"، فضلا عن أنها قد تشكل حلا ملائما ونهائيا لحتمية غلق المصانع. 
من خلال تحقيق الحلم وخروج أول سيارة تحت علامة "مرسيدس ـ بنز" من سلاسل التجميع والتركيب لمصنع الشركة الجزائرية لصناعة السيارات هنا بتيارت، ماهي مشاريعكم المستقبلية..؟. 
بالفعل نحن سطرنا مجموعة من المشاريع وهي الآن قيد الدراسة، إذ تقرر إنشاء شركة نقل الحاويات، وهذا بطبيعة الحال بعد دراسة إمكانية إنشاء وحدة نقل، باقتناء شاحنات نصف قاطرة من مصنع الرويبة لضمان نقل منظم لمجموعات التركيبات من ميناء مستغانم إلى موقع المؤسسة بتيارت، بعد أن تبين أن القيمة الإجمالية لكراء الشاحنات جد مرتفعة، بموجب أن عدد الحاويات الواجب نقلها يوميا تقدر بنحو 30   وحدة، فضلا عن المدة الزمنية والمسافة من الميناء إلى الموقع التي تستغرق من 4 إلى 5 ساعات لكل 175 كيلومتر مع اقتناء 33 شاحنة نصف قاطرة مع جرار إلى جانب تحضير المنشآت   "الإدارة، الحظيرة، ورشة الصيانة" وذلك عن طريق تزويدها بمعدات الصيانة.

أما المشروع الثاني فهو يتعلق بإنشاء شركة هيكلة المراكب، حيث ستشرع مؤسسة تطوير صناعة السيارات في تركيب الهياكل على مستوى الموقع الصناعي بتيارت للعربات من علامة مرسيدس "بنز"، لهذا الغرض قامت بدراسة عروض ممولي هياكل مصادق عليها من طرف الشريك التكنولوجي مرسيدس بنز، بشرط أن تكون الهيكلة مصنعة طبقا للمعايير، النوعية الموحدة، الأمنية وحماية البيئة الأوروبية ومقاييس دايملر وستركب على مستوى الموقع الصناعي لمؤسسة تطوير صناعة السيارات بتيارت. 
يعد التكوين وتأهيل الكفاءات من بين أهم المحاور التي ترتكز عليها إستراتيجية الإنتاج في مؤسستكم، ما هي آفاق التكوين في هذا الجانب..؟ 
ينبغي الإشارة إلى أن التكوين وتأهيل الكفاءات هو واحد من أهم المحاور التي ترتكز عليها مؤسسة تطوير صناعة السيارات في خضم التصور الذي تبنته والرامي إلى إعادة اقتحامها السوق الوطنية. 
وفي هذا الصدد نحاول ونطمح إلى تحقيق كل المعايير اللازمة بالتعاون مع الشريك الألماني، وذلك من خلال مركز التكوين المتواجد على مستوى المؤسسة، حيث نقوم بتوظيف الأفراد الحاصلين على شهادة "الأهلية المهنية" والمتخرجين من مختلف مراكز التكوين، بحيث نضمن لهم إعادة تأهيل وتكوين نوعي يتماشى على الأقل مع الحد الأدنى المطلوب من طرف الشريك الأجنبي الألماني على غرار اللغة والإعلام الآلي، إلى جانب استكمال التكوين في المواد حسب الشعب التكنولوجية لبلوغ المستوى المعمول به من قبل الألمان، يستمر هذا التكوين بالتعاون والتنسيق مع وزارة التكوين والتعليم المهنيين لمدة 18 شهرا، قبل أن نتوجه فيما بعد صوب التكوين المتخصص الذي يتم بدعم من الشريك الألماني، ومن ثمة نطمح ونعمل على ضمان التكوين المتواصل. 
وبلغة الأرقام فقد تم تكوين 23 مهندسا وتقنيا بألمانيا والنمسا على السيارات الخفيفة رباعية الدفع والسيارات النفعية، كما تلقى عدد من المهندسين تكوينا خاصا في الإعلام الآلي التكنولوجي بفرنسا، فضلا عن تكوين قاعدي تلقاه أشخاص من أصحاب شهادات الكفاءة والتحكم المهنيين مع وزارة التكوين والتعليم المهنيين في مجال المكيانيك وكهرباء السيارات  .
وفي سياق متصل وفي إطار الشراكة مع المصنع الألماني "ديلمر"، فمن المنتظر تكوين عدد كبير من عمال وإطارات شابة خلال الفترة الممتدة بين 2015 و2017.. 
ماهي الخطة التي سطرتها المؤسسة لتسويق منتوجها على المدى المتوسط والبعيد..ومتى سيستفيد الخواص من هذا المنتوج..؟ 
بخصوص تسويق المنتوج نعوّل على المؤسسات العمومية كمرحلة أولى قبل أن تتوسع دائرة الزبائن لتشمل الخواص في غضون سنة 2015، ولقد أخذت القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي بعين الاعتبار مسألة المناولة، حيث تعهد الشريك الألماني بتوفير 30 ٪ من قطع الغيار من قبل شركات المناولة على مدى 5   سنوات المقبلة ما سيسمح من استحواذ الجزائر على عملية الإنتاج بنسبة 100٪.

"الشروق" تخترق ورشات تصنيع "مرسيدس بنز" بتيارت
"الأسطورة المليونية"… بأنامل جزائرية

حلم يتحول إلى حقيقة.. معشوقة الجماهير مرسيدس "بنز"، أو كما يطلق عليها "الأسطورة المليونية"، تصنع محليا بأنامل جزائرية في صفقة مهمة، افتكت الجزائر من بين مئات الدول حصريا رخصة تصنيع هذه السيارة "الحلم"، من الشركة الألمانية التي لها باع طويل في صناعة المركبات الفخمة ذات الجودة العالية ... وبسبق صحفي "الشروق" تخترق ورشات هذا المصنع وتنقل لكم تفاصيل عربة كل الميادين....
وصلنا إلى المنطقة الصناعية الوحيدة بتيارت عاصمة الهضاب لغرب البلاد، وبالضبط إلى بلدية عين بوشقيف الواقعة على بعد 17 كلم من مقر الولاية، في حدود الساعة الثامنة والنصف صباحا، إجراءات أمنية مشددة حول مصنع السيارات لعلامة "مرسيدس بنز"، وقبل أن يسمح لنا بالدخول، قدمنا بطاقاتنا المهنية وأمر بالمهمة إلى أفراد الجيش الشعبي الوطني المتواجدين عند البوابة الرئيسية للمصنع، دقائق فقط حتى تحصلنا على رخصة الدخول خاصة أن جميع الإجراءات الإدارية الخاصة بإنجاز عملنا هذا تمت مسبقا مع وزارة الدفاع الوطني، التي سهلت لنا المهمة.
حلم يتحول إلى حقيقة .. والجزائر تفوز بحصرية تصنيع المرسيدس  
أول ما يلفت نظرك وأنت تلج المصنع هو المساحة الكبيرة والشاسعة، إذ علمنا بعد ذلك أن هذا الأخير يتربع على مساحة إجمالية تقدر بـ 35 هكتارا أكثر من 6 هكتارات مخصصة للمصنع، تم استقبالنا من طرف المدير العام لمؤسسة تطوير صناعة السيارات ورئيس مجلس إدارة الشركة الجزائرية لصناعة مرسيدس "بنز" العقيد كريكرو إسماعيل، إذ تلقينا تفاصيل دقيقة عن هذا المشروع الضخم الذي تم تجسيده بعد مفاوضات مطولة، توجت بشراكة إستراتيجية عبر بروتوكول اتفاق أبرم في جويلية 2009، بين وزارتي الدفاع الوطني، الصناعة والمناجم وديلمير عن طريق الصندوق الإماراتي للاستثمار "آبار"، حيث أنه بموجب هذا العقد أصبحت الجزائر المساهم الأكبر في المشروع بفضل القاعدة 51/49. 
وفي التفاصيل فإن حصة شركة تطوير صناعات السيارات التابعة لمديرية الصناعة العسكرية بوزارة الدفاع الوطني"EDIV  "، تقدر بـ 34٪، فيما تقدر حصة الشركة الوطنية للعربات الصناعية "SNVI  " بـ17 ٪، بينما يستحوذ المساهم الثاني الطرف الإماراتي المتمثل في صندوق الاستثمار الإماراتي "ابار" على 49 من المائة، من الأسهم، فيما يعتبر الطرف الألماني المتمثل في شركة "ديملر" شريكا تكنولوجيا مكلفا بالقيام بالتحويل. 
كما علمنا أن الجزائر يعتبر أول بلد تحصل على رخصة تصنيع عربة كل الميادين من نوع "كلاس جي"، يعني أن ألمانيا فضلت الجزائر على جميع بلدان العالم من خلال منحها لحصرية تصنيع أقوى وأفخم سيارة في العالم.  
هكذا ...تأخذ "مرسيدس بنز" المحلية شكلها النهائي 
تنقلنا رفقة العقيد كريكرو، إلى الجزء المخصص لتركيب سيارات "مرسيدس بنز" بكل أنواعها، ونحن ندخل الموقع شد انتباهنا الروح المهنية للمستخدمين والتنظيم المحكم، لنعي فيما بعد أن تلك المواصفات تعد العملة السائدة في المصنع، فضلا عن روح العمل الجماعي السائدة بين العمال والمسؤولين. 
بمقاييس عالمية، لاحظنا في عين المكان إنشاء سلاسل التركيب الطويلة المعروفة في مجال صناعة السيارات بتسمية "سي.كا.دي"، والتي تأخذ فيها السيارات من نوع " كلاس جي"رباعية الدفع من الصنف"BA6  "، و"BA9  " الموجهة للأغراض العسكرية وشبة العسكرية، شكلها النهائي بصفة تدريجية، بفضل العمل المتواصل والمنسجم لعمال المصنع وخبرتهم ومهنيتهم في مجال التركيب بداية من القطع واللواحق البسيطة إلى المكونات الكبيرة للشاحنة.  
"نستقبل كل القطع الأساسية المكونة للسيارات من ألمانيا في حاويات، لنقوم بفرزها ومراقبة نوعيتها ومدى تطابقها مع المعايير، قبل أن توزع على مختلف محطات سلسلة التركيب حسب الاختصاص كما يحتوي هذا المصنع على محطات التركيب وأخرى لما قبل التركيب، هذه الأخيرة تستخدم في تحضير القطع واللواحق ووضعها تحت تصرّف العمال حسب اختصاص فرق التركيب"، هذا ماأفادنا به عمال الإنتاج على مستوى المصنع الذي يسوده جو من النظام والعمل الدؤوب والتنسيق المتواصل وكأنه خلية نحل، حيث يتم التخطيط لكل خطوة قبل الشروع في عمليات التجميع والتركيب، وتسند المهام إلى فرق العمال كل واحدة حسب اختصاصها، قبل أن يأخذ كل عامل مكانه في سلسلة التركيب والمحطات المختلفة التي ينتقل عبرها المنتوج ليضع كل عامل بصمته فيه بكل مهنية وتفان ودقة، وبهذه الطريقة تركب كل سيارة بوتيرة منتظمة ودقيقة وسريعة. 
ونحن نتجول بين أرجاء المصنع لاحظنا أن كل محطة مجهزة بالإمكانات البشرية والمادية اللازمة من أجل القيام بمهامها على أكمل وجه طبقا للمعايير الدولية لنظام "التركيب" المعروف بـ "سي.كا.دي" بحيث يقوم العمال والتقنيون في المحطة الأولى بتحضير وتجميع الهيكل المعدني للسيارة، وتركيب خزانات وصمامات الهواء والكوابل الكهربائية، التي يتم تمريرها فيما بعد عبر الهيكل وربطها بدقة لا متناهية قبل أن يأتي الدور على علبة التوجيه وصندوق البطارية وأنابيب الهواء. 
أما على مستوى محطة التركيب الرابعة، فيتم تركيب علبة التوجيه وخزان الوقود، قبل أن يمر المنتوج إلى محطة مراقبة الجودة والنوعية ومن ثم إلى محطات التركيب الأخرى المتبقية، بعدها يصل الهيكل المعدني للسيارة ومختلف القطع واللواحق التي ركبت فيه بدقة عالية إلى المحطة الخامسة، إذ يتم استكمال تركيب الجسر الأمامي والخلفي، ثم الإطارات ليأخذ الجزء الأسفل للشاحنة شكله النهائي. 
تركب وتجمع كوابل وأنابيب المحرك والأضواء ونظام الفرامل على طول هيكل السيارة، وهي عملية دقيقة يقوم بها التقنيون باستخدام أدوات عمل متطورة، الأمر الذي لا يترك أي مجال للخطأ من أجل تسهيل عمليات الصيانة فيما بعد حسب ما أطلعتنا عليه الفرق التقنية. 
اللحظة الحاسمة .... تقنيو التركيب في عين الإعصار 

أثناء تواجدنا بمختلف محطات التركيب التي يتوفر عليها المصنع خلال إنجازنا لهذا الروبورتاج، لم يكن بوسعنا أن نفوت على أنفسنا حضور تلك اللحظة الحاسمة و"الاستعراضية" التي تميز معظم مصانع تركيب السيارات الصناعية، حيث تخضع جميع الأجزاء والقطع المركبة إلى عملية مراقبة جد دقيقة للنوعية، حيث يعكف تقنيون مختصون تلقوا تكوينا عاليا في النمسا وألمانيا يمكن أن يطلق عليهم اسم "الغربال" على مراقبة جميع الأجزاء بأدوات خاصة، لاكتشاف الأعطاب والأخطاء المحتملة في التركيب، لذلك يقوم أطقم مراقبة النوعية بعملية تدقيق صارمة من أصغر برغي إلى الكوابل والأنابيب سيما بعد تركيب المحرك داخل الهيكل وربطه بصندوق السرعات، كل ذلك يتم في تناغم وتناسق يشد الأنظار. 
ويمكن القول إن هذه المرحلة غالبا ما تكون الأكثر إثارة للاهتمام، لأنها فعلا تستدعي تظافر جهود ومهارات كل العمال للمراقبة النهائية للسيارة، فيما يخص التجميع والتركيب والتواصل بين مختلف القطع والأجزاء، فهي حقا لحظة حاسمة حتى بالنسبة للعمال أنفسهم، باعتبار أن السيارة تأخذ شكلها النهائي وتكون بذلك جاهزة للتسويق. 
وحسب ما استقيناه من عين المكان فإن عمليات التركيب والتجميع تتم بطريقة يدوية بنسبة تقارب مائة في المائة، حيث يعكف العمال على القيام بمختلف المهام بدقة لا متناهية، مهام قد تستدعي الاستعانة بأجهزة حاسوب في مصانع أخرى "إن المهام التي نقوم بها عبارة عن عمل يومي متكرر وذلك ما يسهل علينا تحسين الأداء في كل مرة، حيث غالبا ما تستدعي مهامنا التركيز على عملية معينة لساعات طويلة، ويبقى الشيء الأهم هو ألا نرتكب أخطاء أثناء التركيب أو نتساهل في بعض المراحل لأن ذلك لا يتوافق تماما مع معايير الجودة والنوعية المفروضة من طرف   "المصنع"، هذا إلى جانب السرعة واكتساب الخبرة في تشخيص واكتشاف الأخطاء والتحكم في العمل اليدوي الذي يبقى أمرا ضروريا في مجال صناعة وتركيب السيارات"، هذا ما أجمع عليه معظم العمال من تقنيين ومهندسين الذين أبدوا فخرا كبيرا بمشاركتهم ومساهمتهم في تركيب مختلف سيارات "مرسيدس بنز"، فهي بالنسبة لهم مغامرة ناجحة ستبقى راسخة في أذهانهم.
اللغتان الألمانية والإنجليزية إجباريتان 
قبل أن نغادر مصنع التركيب عرجنا على الورشة النموذجية للتوجيه، حيث يقوم الشباب المتربص ومعظمهم من خريجي معاهد التكوين المهني على تقنيات التجميع والتركيب، كما قمنا بزيارة معهد للتكوين في تقنيات السيارات بالمصنع، حيث يشمل على المرفق البيداغوجي ومخبر الإعلام الآلي ومخبر اللغات الألمانية والانجليزية و6 قاعات للتدريس وقاعة محاضرات متعددة الوسائط وورشات تكوين مختصة في الصناعة الميكانيكية بالإضافة إلى المرفق الإداري، ويتم حاليا تكوين 120 متربص من خريجي مراكز ومعاهد التكوين يتلقون التكوين بمعهد تقنيات السيارات كتقنيين في شعب الميكانيك العامة وميكانيك السيارت والصيانة والهياكل، كما يتوفر على قاعات مخصصة للأعمال التطبيقية وهذا من أجل ترسيخ تجربة الأفراد وتحسين مردودهم وتلقينهم معايير الجودة ونظام العمل بالتعاون مع فرق تقنية تابعة لمصانع "دليمر"، وهذا مالمسناه أثناء تواجدنا بمصنع التركيب حيث بدا لنا أن المكونين لم يجدوا أي صعوبة في تكوين العمال والتعامل معهم، بل وقد يقتصر عملهم في أغلب الأوقات على مراقبة جزئيات بسيطة في مسار التركيب بالإضافة إلى مراقبة معايير الجودة. 
وزارة الدفاع تنقذ شباب المنطقة من الضياع  
ونحن في بلدية عين بوشقيف علمنا من سكان المنطقة أن وزارة الدفاع الوطني أنقذت مشروع   "فاتيا" الذي أثار ضجة كبيرة من الضياع والإفلاس، وقلص من نسبة البطالة بطريقة جد رهيبة، حيث انخفضت إلى 9 ٪ بعد أن كانت 33٪، وفي هذا السياق أكد لنا أحد المواطنين الذين تحدثنا معه يوم وصولنا إلى عين المكان وكنا في صدد إجراء نوع من سبر الأراء بخصوص إعادة إحياء مصنع السيارات بالمنطقة، أن المشروع أنقذ شباب المنطقة من الضياع كما تجسد فعليا حلم سكان تيارت من خلال تركيب أفخم وأمتن وأقوى سيارة في العالم "مرسيدس بنز"، وهذا بطبيعة الحال مفخرة للجزائر عامة ولمدينة تيارت خاصة على حد قول محدثنا.
8   آلاف سيارة مرسيدس وقرابة 3 آلاف منصب شغل سنويا  
واستنادا للشروحات التي قدمها لنا العقيد كريكرو في عين المكان، فإن السيارات التي ستنتج محليا والتي تحمل العلامة الألمانية لمرسيدس، ستخضع لكل المعايير الدولية المعمول بها في التصنيع، كما ستسعى الجزائر إلى بلوغ نسبة إدماج في التصنيع مقدرة بـ 40 ٪ خلال السنوات الثلاث المقبلة، وهو ما يؤهلها إلى أن تصل في مدة 10 سنوات تقريبا إلى نسبة إدماج جد عالية تسمح بتصنيع سيارات جزائرية 100 ٪.  
وفي هذا السياق أوضح المتحدث أنه في إطار هذا النوع الأول من الشراكة، سيتم تصنيع 2000 سيارة خفيفة رباعية الدفع من نوع " كلاس جي" BA6   وBA9  "، إضافة إلى 6000 سيارة نفعية من نوع "سبرينتار،"والتي تضم 4 أنواع "عربة قصيرة موجهة لنقل الأشخاص وعربة متوسطة لنقل الأشخاص أو استعمالها كسيارة إسعاف طبية وعربة متوسطة موجهة لنقل البضائع أو استعمال تخصصي مثل الورشات مع ترتيب لمختلف الوظائف وأخيرا عربة ذات نوافذ طويلة مخصصة للنقل الحضري والمدرسي"، وكلها ستوجه لتلبية حاجيات الجيش والمواطنين ككل، ليصل عدد السيارات المصنعة محليا 8 آلاف سيارة سنويا، في انتظار رفع الحصة وفق متطلبات السوق وغيرها من المعطيات المرتبطة بعملية الإنتاج، ويمكن أن يكون المصنع جاهزا لتصدير سيارته إلى الخارج. 
وعن أسعار هذه السيارات، فضل العقيد أن يؤكد بأنها ستكون تنافسية ومغرية في إطار ما يسمح به السوق واحتراما لالتزامات الجزائر وهو ما سيمكن عديد العائلات من اقتناء سيارات نفعية بداية من سنة 2015. 
وبخصوص مناصب العمل التي يمكن أن يوفرها المصنع أكد ذات المسؤول أن المؤسسة تخلق 800 منصب بطريقة مباشرة و2000 منصب آخر بطريقة غير مباشرة أي ما يقارب 3 آلاف منصب عمل سنويا، والرقم يمكن أن يتضاعف مع ارتفاع وتيرة الإنتاج. 
قبل أن نغادر المصنع كانت لنا فرصة ركوب أول سيارة مرسيدس "بنز" من نوع "ستايشن"، تم إنتاجها في المصنع، إذ قمنا بجولة قصيرة على متنها، ومن ثم توصلنا إلى سر إطلاق اسم   "الأسطورية المليونية "فلانكر"، على هذه المركبة نظرا لقوتها وسرعتها ومتانتها ولأمانها وطول عمرها.. كما رسخت في ذاكرتنا التحكم الكبير لعمال المصنع في تقنيات الصناعة والتجميع والتركيب مع احترام المعايير والمناهج المعمول بها دوليا، سيما الجدّية والصّرامة في الالتزام بمعايير الأمن والنظام حتى تكون سيارة "مرسيدس بنز" الجزائرية في قمة المنافسة في السوق العالمية. 
  
مصنع سيارات مرسيدس بتيارت بالأرقام 


نسبة المساهمة:
ـ 51 بالمائة للطرف الجزائري، 34 بالمائة لشركة تطوير صناعات السيارات التابعة لمديرية الصناعة العسكرية بوزارة الدفاع الوطني "EDIV  "، 17 بالمائة للشركة الوطنية للعربات الصناعية "SNVI  ". 
ـ 49 بالمائة للطرف الإماراتي المتمثل في صندوق الاستثمار الإماراتي "ابار".  
ـ شركة"ديملر "ألمانيا" كشريك تكنولوجي  .
الإشراف على المشروع يتم من طرف مديرية الصناعات العسكرية لوزارة الدفاع الوطني. 
رأس مال الشركة 53  .  000  .  000   أورو.

حجم الإنتاج سنويا:
ـ 2000 سيارة خفيفة رباعية الدفع "كلا س جي"   علامة مرسيدس بنز. 
ـ 6000 سيارة خفيفة نفعية من نوع "سبرنتير" مع إدماج تصاعدي يصل إلى 30 بالمائة للسنوات الخمس القادمة. 

ليست هناك تعليقات :

إترك تعليقك

المتابعون

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

أرشيف المدونة الإلكترونية

http://newjobsdz.blogspot.com/. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

بحث هذه المدونة الإلكترونية

جميع الحقوق محفوظة © 2014. تصميم : الورشة