شيعت أمس، جنازة الضحية الثالثة لأحداث تڤرت الواقعة في ولاية ورڤلة، ووري جثمان الشاب بن السعدي محمد الثرى، في جو مهيب بحضور آلاف المشيعين، المنتمين إلى مختلف أعراش تڤرت.
سجل غياب الرسميين، عن جنازة الشاب بن السعدي (30 سنة) باستثناء عدد من المنتخبين، ومرت الجنازة في جو من الهدوء، ولوحظ تواجد أمني بالزي المدني خلالها، في حين غاب الحضور الأمني بالزي الرسمي. وبعد انتهاء مراسم الجنازة تفرق المشيعون من دون حوادث تذكر.
وبالشارع تواصل الانتشار المكثف للشرطة، كما وصلت ليلة الأحد إلى الاثنين تعزيزات أمنية، قوامها فرق من الوحدات الجمهورية للأمن، قدمت من بسكرة إلى ورڤلة، وكان لافتا أن عناصر الشرطة المنتشرين بالشوارع، لم يكونوا يحملون أدوات حفظ النظام، مثل الهراوات والدروع.
من جهة أخرى، تجمع صباح أمس، عشرات المواطنين، أمام مقر بلدية تڤرت، وما لبثوا أن دخلوا مكتب "المير"، حيث كان الجو متوترا، وطلب المحتجون من "المير"، تبليغ طلبهم إلى الوالي، بالنزول إلى المنطقة مساء اليوم ذاته، لسماع انشغالاتهم، بخصوص عديد المشاكل، التي تعرفها المنطقة حسبهم، منها التهيئة، التشغيل، وقضية أراضي البناء، إلى جانب ما وصفوه بتعطل مشاريع التنمية، واستشراء الفساد. وتوعد المحتجون بالتصعيد في حال عدم نزول الوالي بالمنطقة، ليتم إبلاغهم في وقت لاحق، أن الوالي يطلب منهم تعيين خمسة أشخاص يمثلون شباب المنطقة، ليستقبلهم اليوم الثلاثاء بمقر الولاية لمساع جميع الانشغالات، ومحاورتهم بخصوص مشاكل المنطقة، وهو ما وافق عليه المحتجون وينتظر أن ينتقل ممثلوهم اليوم إلى عاصمة الولاية لهذا الغرض.
من جهته اجتمع رئيس دائرة المقارين المكلّف بتسيير شؤون دائرة تڤرت مؤقتا، أمس بمكتبه، مع ممثلين عن شباب تڤرت، لسماع انشغالاتهم التي تضمنت جملة من المطالب الهامة حسبهم لتبليغها الى والي الولاية، ومن أهمها حضور الوالي شخصيا لجنازة الضحية الثالثة بن السعدي محمد البالغ من العمر 30 سنة، وفي حالة عدم مجيئه هددوا بالتصعيد وتحمل مسؤولياته، خاصة بعد غياب أي ممثل يذكر عن السلطات المحلية أو الولائية في جنازتي الضحيتين مالكي نور الدين وتومي مفتاح أمس الأول ما آثار غضب وحفيظة أسر الضحيتين وكذا أعيان تڤرت. وهو الأمر الذي لم يتم، حيث غاب الرسميون عن جنازة بن السعدي.
كما طالب المحتجون بالإسراع في توزيع القطع الأرضية المخصصة للشباب وتوفير مناصب شغل للبطالين وكذا تطبيق وعود وزير الداخلية الطيب بلعيز التي أطلقها خلال زيارته الأخيرة.
والي ورڤلة يعترف:
تعطل توزيع الأراضي من أسباب أحداث تڤرت
أوضح الإثنين والي ولاية ورڤلة، خلال ندوة صحفية عقدها بمقر الديوان مع ممثلي الصحافة، أن الحصيلة النهائية للأحداث الدامية التي شهدتها منطقة تڤرت التي تأسف لحدوثها، أسفرت عن 03 قتلى و52 جريحا، من بينهم 06 في حالات تتطلب العلاج المكثف، حيث يوجد 04 جرجى بمستشفى سليمان عميرات في تڤرت، وحالة حرجة بمستشفى الوادي، وأخرى بباتنة.
وأردف علي بوڤرة، في تصريحه الذي دام حوالي نصف ساعة بقاعة الإجتماعات بمقر الديوان، بتعجيل التكفل بعائلات الضحايا، مشرا إلى أنه تم منح مبلغ 70 مليون سنتيم، كمساعدة من طرف وزراة التضامن، لفائدة عائلتي الضحيتين، إضافة إلى منحهما سكنين.
وكشف والي ولاية ورڤلة، عن آجال توزيع 03 آلاف و815 قطعة أرض صالحة للبناء، قبل نهاية الشهر الجاري، موزعة على 07 بلديات منها بلدية تڤرت من أصل 16 ألفا و835قطعة مجموع الأرضي بالولاية.
واعترف الوالي، بأن التباطؤ في توزيع الأراضي، كان من بين أسباب الأحداث الأخيرة، موضحا إلى أن عدد طالبي الأراضي الذي بلغ 07 آلاف طلب، يقابله ألف و500 حصة ببلدية تڤرت، أخذ وقتا أطول في عملية دارسة الملفات، التي كانت تسير بصفة عادية.
وكشف ذات المسؤال أنه تم تكليف رئيس دائرة المقارين، بتسيير شؤون دائرة تڤرت بعد تنحية رئسها من طرف وزير الداخلية، على خلفية أحداث العنف إلى غاية تعيين رئيس دائرة جديد، مشيرا إلى أن رئيس الدائرة المعزول يوجد في عطلة مرضية منذ 04 أشهر.
ليست هناك تعليقات :
إترك تعليقك