رغم مرور سنتين كاملتين على الاعتداء الإرهابي الدولي على أكبر مصنع غاز في الجزائر بموقع تيڤنتورين، لاتزال الجزائر تعجز عن استدراك التأخر الكبير في الإنتاج بهذا المصنع والذي انخفض بأكثر من 37 بالمائة، ما تسبب في تراجع هام لمداخيل الجزائر، خاصة من الغاز، في ظل انهيار الأسعار الذي يميز الأسواق النفطية العالمية.
بالمقابل، دفعت سوناطراك ضريبة عودة العمال الأجانب لكل من الشركتين الأجنبيتين، البريطانية ”بريتيش بيتروليوم” والنرويجية ”ستاتويل”، لموقعها بتيڤنتورين، بتحملها لأكثر من 50 بالمائة من الزيادات التي استفاد منها العمال الأجانب العائدون للموقع، بعد ارتفاع في معدل منحة المخاطرة للعمل في الجزائر، جراء الاعتداء الإرهابي الدولي على الموقع. وأوضحت مصادر مسؤولة من سوناطراك، في تصريح لـ”الخبر”، بأنه في الوقت الذي قامت سوناطراك بالتخلي عن خدمات العديد من إطاراتها بموقع تيڤنتورين، ممن كانوا شهود عيان على الاعتداء المسلح على الموقع، تقوم سوناطراك حاليا بتغطية تكاليف الزيادات الخيالية في أجور العمال الأجانب والتي ارتفعت من معدل 120 مليون سنتيم شهريا، لتتضاعف مرتين إلى ثلاث مرات وتقدر بما يصل حاليا إلى 240 مليون سنتيم لبعض الإطارات و350 مليون شهريا للإطارات السامية. وكانت الشركات الأجنبية بعودتها قد فرضت شروطا تعاقدية جديدة، إلى جانب تكثيف التعزيزات الأمنية في الموقع. غير أن الوضع المالي لسوناطراك، وفي ظل انهيار أسعار البترول، لن يمكنها من الصمود طويلا أمام تكاليف باهظة سواء لاستغلال حقول جديدة أو دفع مستحقات للأجانب من الشركاء المتعاقدين معها، حيث يشير تقريرها السنوي لسنة 2013، إلى تراجع رقم أعمال الشركة بنسبة 9 بالمائة مقارنة بسنة 2012، نتيجة انخفاض مستوى الإنتاج لسنة 2013.
وبخصوص مستوى الإنتاج الحالي لمصنع تيڤنتورين، فإن هذا الأخير مازال، وبعد عامين من الوعود التي لم ينقطع وزير الطاقة، يوسف يوسفي، عن الإعلان عنها في كل مرة ليتعهد بقرب إصلاح عطب القطار الثالث، مازال يراوح المستويات نفسها بين 14 إلى 17 مليون متر مكعب يوميا، مقابل معدل يتراوح بين 27 إلى غاية 30 مليون متر مكعب يوميا قبل الاعتداء على الموقع.
وما يؤشر، حسب المصادر نفسها، على استمرار انخفاض الإنتاج بأكبر موقع غازي في الجزائر، هو امتناع سوناطراك وشركائها الأجانب بعين أمناس، عن حفر آبار جديدة للغاز وربطها بالآبار المستغلة وذلك منذ أكثر من عامين، إلى جانب التخلي عن استغلال آبار أخرى كان يمكن لها مستقبلا أن تعزز من إنتاج الغاز بتيڤنتورين.
ليست هناك تعليقات :
إترك تعليقك